مرض 4




التعليق على الصورة : دواء كحة .. 



* ( الحلقات الاولى والثانية والثالثة - مرض 1,2,3.. تم اضافته في صفحة فيسبوك خاصتي  ) 




بعد ليلة من الحدث السابق .. كنت قد وصلت إلى قمة إعياء مرضي .. على سريري كنت .. افعل شيئا منفردا .. محموما اهذي لا اعرف – صدقا – إن كان هذا نوما .. أو موتا .. أو هذيان حمى .. السرير يخونني – لا اعرف كيف – والسقف إذا أغمضت عيني يتآمر ..والوقت في ساعتي يقف ويتحرك حسب أوامر مجهولة .. تتساقط الحقائق أمام عيني صريعة حتى تبقت حقيقة واحدة .. ( أنا كريم ) .. وبدأ قلبي يخفق خوفا من أن تسقط هذه الحقيقة الأخيرة .. ستكون مصيبة .. بحق الله ستكون مصيبة ..


-         مالك ؟ هتموت النهاردة ؟؟


 من علّم الأهل أن يمزحوا هكذا ؟؟



أمسكت بحروف اسمي في جنون .. واخذ الاسم يحاسبني قبل أن اعترف له أنني ضعيف ومريض ولست أهلا لحساب أيا من كان ..



والكاف كان كفرا ..

لقد كفرت بكل ما جلست أمام سبورة متقيحة أتلقنه .. وكل وصايا الأهل .. إنها مغلوطة ومغرضة .. وكل موروثات هذا الشعب المزيف .. وكل ما جرده لي حسي .. حسي متآمر قذر .. لا يكف عن خداعي .. وكل ما هذى لي به قلبي الضعيف الذي لا يتحمل هجمة أنفلونزا موسمية .. لا ينطق هذا القلب السافل إلا دموعا .. لا ينبض إلا دموعا ..تبت يداه ويا حبذا لو وصل في ليلته هذه مداه .. وانتهى إلى منتهاه .. وتوقف



والراء كانت رسما ..

أرنب طويل الأذنين مضحك رسمته على جدار المنزل .. ولما تلقيت لطم العقاب على رسمه  لم يواسني ويضحكني والدمعة لم تجف بعد ..الاه  ..!!

سيارة – رائعة حقا – أجدت رسمها في حصة رياضيات تلقيت جزاء عليها 12 ضربة بعصا غليظة على كفوفي .. من مدرس غاضب ماقت .. يلوكنا وزمنه ودنياه سبابا ويبصقنا عقدا نفسية . يرميها من شباك الفصل .. واقفز لأول مرة في تاريخ عمري من سور مدرستي لأحصل على رسمي ..

رسم مبسط لشبكة منزلية من جهاز إرسال واستقبال انترنت ارسمها وعقلي يدور في فلك أخر .. وأتلذذ بموضوع آخر .. في وقت آخر .. ومكان آخر ..



والياء كانت يمامة ..

على كعب ماسورة المنور .. كلما فقس لها فرخ .. أكله الفأر .. في مرضي هذا كانت اليمامة موجودة .. وبلا كلام تشتكي وتقول عني أني ضعيف .. لا أستطيع حماية فرخ يمام من فأر صغير .. تسبني اليمامة والى الله تشتكيني .. ولمرضي لا تبالي وكنت اضرب باليمامة المثل في الرقة ..



والميم كانت ماما ..

بحر الحياة .. الذي لازلت سمكة وحيدة في مائه .مائه الساخن والبارد .. في موجه الهائج والراسي .. انتظر صنارة فتاة – عليها من الله لعنة من الآن والى الأزل – تسحبني من هذا البحر وأنا اعلم أني بصدد صيدي .. وامضي .


ولا يحدث كثير في عالم الواقع أن اخرج احد السمكة من الصنارة ورماها إلى الماء تارة أخرى ..




والأمر خطير ..

الأمر خطير ..



-         خد مضاد يا حيوان وبطل استهبال .. ( أبي بالطبع عابرا بالصدفة بجوار غرفتي وسريري )


..................................



عرقي يرسم جسمي على ملاءتي .. ينزل عرقي وينزل معه كثير .. أنا أكون ببطء أحدا آخر .. ويدي المتعرقة ينزلق منها حروف اسمي حرفا حرفا .. رغم التشبث .. فالكفر سقط .. والرسم سقط .. واليمامة سقطت تلتها ماما .. وبدلا مما توقعته من شعور الضياع .. والبدء في جولة بكاء أخرى .. يرتفع صدري بنفس كامل لأول مرة منذ أيام .. وانظر إلى المسافة الممتدة أمامي في أمل .. كتفي مرتاح .. ورفع الله عني ما انقض ظهري .. أنا أكون ببطء أحدا أخر .. والآن المجد لمن يكون هناك أولا .. يقول لي ( أنا ) أن أبقى  .. وأنا أتوقف عن إقناعه وأسير .. لا أطيعك بعد يومي ..



يقول لي طريقي الجديد ألا أطيعه بعد اليوم ..


كلا لا تطعه واسجد واقترب ..