اربعة وعشرون ساعة لا اعرفهم .. فقط يحكون لي عنهم .. اسوق ماحدث منهم لاحقا .. حتى اكمل ما بدأت .. وكانت الامور ستظل اسهل لولا كلمة يتبع في نهاية البوست السابق .. وانا مضطر ان احكي ماذا ايضا فعلت .. اذا كنت انا الذي فعلت ما فعلت ..!
في لجة .. اتقلّب .. وعلى نار وثلج اتقلّب ..
- ياد يا كريم ..
- مممم؟
- تقدر تنزل ياد توصل اختك بيتها دلوقتي ولا مش قادر ..
بنصف عين نظرت الى المتحدث لاعرف ان كان بأمكاني سبه او لا .. فعلمت انه لا ..
- انتي شايفة ايه ؟؟
- اخلص طيب قول هتنزل ولا مش قادر ؟؟
- مش قادر يا ماما حرام عليكي ..
- طب ياللا .. ابوك سايبلك مفتاح العربية على السفرة ..
شخص اخر وافق .. وشخص اخر انتعل النعال .. وشخص اخر رفع غطاء السيارة وادارها ..
لم يكن انا ..
اكاد اقسم انني كنت على اجلس على رصيف بعيد ارقب ما يفعل هذا المجنون الذي بصدد القيادة تحت تأثير مضاد حساسية من ابشع الانواع ..
كنت انا ارقب انا ..
ولا تتوقف الاشياء الغير حقيقية عن التداخل مع غير الحقيقية .. والحقيقية لا تحدث .. !
( لذا يجب توخي الحذر الشديد عند ممارسة أنشطة أو مهام تتطلب تركيزاً مثل قيادة السيارة أو ... )
لا ارى الطريق لكنى سأتوخى الحذر .. لا اعرف من انا .. لكنى سأتوخى الحذر ..
وانحدرت اخر نقطة تركيز مبتعدة من رأسي عندما غابت اجساد اختي واطفالها في مدخل منزلها واستلم جسدي وعقلي بعدها بثوان شيطان زنيم ..
غبت مرة اخرى و ذو اللطائف لا يغيب ..
وكان المشهد التالي مباشرة .. انا وامامي شارع طويل .. طويل حقا .. احاله وقت الفجر الى ساحة سباق فارغة تنتظر مجنونا ..
( لذا يجب توخي الحذر الشديد عند ممارسة أنشطة أو مهام تتطلب تركيزاً مثل قيادة السيارة أو ... )
.. مجنونا ؟؟
بدأت التدخلات القدرية المعتادة .. كاسيت السيارة يرسل الي واقعا باطلا .. موسيقى بودابار في مقطوعة مجنونة ..
( للتسهيل .. تذكر عندما كان احمد حلمي يصفع منه شلبي في اسف على الازعاج في مشهد الفرح ) ..
وللموسيقى - اذا كنت لا تعلم - خمر ..
( او مهام تتطلب تركيزاً مثل قيادة السيارة أو ... )
أو ...
عصا السرعة على الوضع (D) ورأسي لا يعمل .. منقاد لا يقود ..
- شبه امه الخالق الناطق ..
دواسة البنزين تعوي عواء الخراب ..
- سمارة .. والنسوان بتحبه ..
رائحة الموت تأتي لا تخجل واضحة .. من تفلّج نفس الفجر مخلوطا بعادم سيارتي الذي يترجاني ان اقوم باقلاع بلا هبوط .. هي رائحة الموت في ساعة الفجر الاولى ..
- ما تبكيش ياد زي الحريم .. ارجل وامسك نفسك ..
دخلت الدموع لتلغي ما تبقى من امل في رؤية اي شئ يحدث امام سيارتي .. انا في يد الله وديعة اذا ما فكرت ان انطلق ..
( او مهام تتطلب تركيزاً مثل قيادة السيارة أو ... )
- على قد ما حبيتك على قد ما كرهتك .. على قد ما اديتك هديله .. شوف حالك يا سيدي
سأستخدم خاصية ( الكيك داون ) في سيارتي لأول مرة .. سأجبرها على ان تتحدي قانون الفيزياء العامل عليها .. الواقع والماضي يمسكان بي كمجنون هرب من عنبره وانا ازمعت ان اعرف عدد الثواني الذي تريده سيارتي حتى تصل الى سرعة 100 كلم ..
- سمارة و دمه شربات .. بس حمار ..
أول ما اقول واحد اتنين تلاته كله يجري .. جاهزين يا عيال ؟؟
- ايوة بس ولاء مش واقفة معانا عالخط ..
واحد .. اتنين ..
- ولاء سابقة ..
( او مهام تتطلب تركيزاً مثل قيادة السيارة أو ... )
تــــــــــلاتة ..
استيقظ الشارع النصف مأهول على صرخة اطار غاضب ينطلق بمن عليه الى حتف .. اعتصر عيناي حتى اري شيئا من وسط الدموع .. الموسيقى تأتي من كل مكان تدعوني الى سجادة حمراء تنتهي بتابوت ..
20 كلم .. والطريق يصطدم بوجهي ..
- وفينك .. انا من غيرك .. انا مش عاقل ولا مجنون .. انا مطحون .. والدنيا دي رحاية ..
الموجودات تتماهى والعالم يسقط خلف رأسي منهارا .. اغمد سيارتي في قلب الطريق .. وعيني تنتقل بين عداد الوقت وعداد السرعة ..
60 كلم .. والهواء يبرد نار الدموع ..
- بقى ولساني من ناحية الماضي كده فيهم مرار .. عندكش دوا ؟؟
الموجودات تشير الي .. تأخذني من طريقي .. لأنظر الى الجانبين وانتهي ..
بهاء مراد على كابينة ميناتيل يعتصر حديد الكابينة ويجز على اسنانه ..
مصطفى محسن ( ينطق ) كرة على قدم واحدة و يلعب حواجبه ..
خالد سيد يجري بجانبي بنفس السرعة على الرصيف ..
80 كلم .. والسيارة تطلب شابا اشجع مني ..
- البكا مش للرجالة يا هتيرة .. امسك نفسك ياد .. ما تبكيش زي الحريم ..
هنا لم يعد للعيون فائدة الا تنظير الهلوسة وتصنيفها ..اغلقتهما بيقين عابد بحسابه وبرزخه ..
اغلقتهما براحة ضمير طفل على كتف امه ..
اغلقتهما لأن مقاومة الدموع اصبحت حقا عسيرة ..
وكان اخر منظر التقطته عيوني قبل ان يرحلا مع بقية حواسي الى الملكوت .. 100 كلم على العداد .. 12 ثانية على الموقت .. والشارع ينتهي سريعا كقطعة شيكولاتة ذابت في فمي ..
ماذا سيحدث ؟..
وماذا يدري العبد الضعيف ؟؟
الله كلّي القدرة يفعل هذه الاشياء ..
انا في نقطة غامضة بين الاكوان .. لن يفسد علي لحظتي هذه قلقي من اصطدام وموت ..
انا انساب الى قدر يناديني وانا ممثل مبتدئ اصدع بما أؤمر .. الله كلي القدرة .. يعني هذه الاشياء عنايته ..
- ربك ابو الكل ..
لا اعلم الى اين وصلت .. ولا سبب راحتي الرائعة اذ وصلت ..
لكن الخبر الجيد كان اني وصلت .. !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق